
أعلن نادي الهلال السعودي إنهاء علاقته بالمدرب البرتغالي جورجي جيسوس، بعد أيام عصيبة تحوّلت فيها الإخفاقات إلى كابوسٍ جماعي، وآخرها الخروج المُذلّ من دوري أبطال آسيا للنخبة.
وقال الهلال، عبر بيان رسمي نشره عبر منصة "إكس"، إنه اتفق مع جيسوس على إنهاء العلاقة التعاقدية التي تربطهما، مثمّنا المجلس الجهود التي بذلها الجهاز الفني كافة منذ الموسم الماضي.
وكشف الهلال في بيانه أنه المجلس قرر تكليف المدرب محمد الشلهوب لقيادة الدفة الفنّية في منافسات دوري روشن.
ويستعرض كووورة خلال السطور التالية، أبرز العوامل التي قادت الهلال لإقالة جيسوس
تراجع النتائج
كان الهلال يتصدر دوري روشن بفارق مريح في مطلع الموسم، لكنه بدأ يفقد النقاط بشكل غير متوقع بعدما تلقى أول خسارة هذا الموسم أمام الخليج بنتيجة (2-3)، ضمن الجولة 11، لتتوقف سلسلة انتصاراته المحلية غير المسبوقة والتي وصلت إلى 57 مباراة متتالية ما بين فوز وتعادل.
وخلال الموسم الجاري، الذي يتبقى عليه 5 جولات فقط، فقد الهلال 20 نقطة في رحلة الحفاظ على لقب الدوري السعودي، حيث خسر 5 مباريات جاءت أمام كلا من الخليج (3-2) والقادسية (2-1) والاتحاد (4-1) والأهلي (3-2) والنصر (3-1).
كما تعادل أمام كلا من النصر (1-1) وضمك (2-2)، والرياض (1-1)، والاتفاق (1-1)، وأخيرا الشباب (2-2).
هذه النتائج المتذبذبة تشير بقوة إلى تراجع فرص الهلال في الفوز بلقب الدوري السعودي هذا الموسم، خاصة بعد اتساع الفارق بينه وبين المتصدر الاتحاد إلى 6 نقاط، مما يجعل مهمة العودة إلى الصدارة صعبة مع تبقى 5 جولات فقط على نهاية البطولة.
عاصفة جماهيرية
لم تكن نتائج المباريات هي العامل الوحيد، لإقالة جيسوس، فقد شهدت الأسابيع الماضية تصاعدا غير مسبوق في غضب الجماهير، حيث اجتاحت هاشتاقات تطالب برحيل جيسوس، حتى أصبحت المطالبة برحيله ظاهرة معتادة.
وخضعت إدارة الهلال أخيرًا إلى مطالب جماهير الهلال، بعدما تعرضت لحملات قوية تطالب برحيلها في ظل الاستمرار على المدرب البرتغالي، وظهر ذلك بعد التعادل أمام الشباب في الجولة الأخيرة من الدوري السعودي (29).
وقررت إدارة الهلال أخيرا تقليل حدة الغضب تجاه الجماهير، خاصة بعدما وجدت نفسها في مأزق كبير بعد خسارة دوري أبطال آسيا للنخبة، ومع الاقتراب من الاستعداد لكأس العالم للأندية.
التذبذب الفني
تعرض المدرب البرتغالي جورجي جيسوس لموجة انتقادات حادة من الخبراء والمحللين بسبب تراجعه الواضح في القرارات التكتيكية وعدم قدرته على استغلال إمكانات التشكيلة المميزة التي يمتلكها.
هذه الانتقادات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة سلسلة من القرارات الخاطئة التي أثرت سلبا على أداء الفريق، خلال الفترة الماضية، حيث بدأ المدرب التخبيص الفني أصر على الاعتماد على علي البليهي بشكل شبه دائم على حساب حسان تمبكتي، رغم التراجع الواضح في مستوى البليهي الذي تسبب مباشرة في عدة أهداف بعد أخطاء فردية فادحة في قلب الدفاع.
كما لجأ المدرب البرتغالي إلى تطبيق خطة (3-4-3) في عدة مباريات رغم فشلها الواضح سابقا، فضلا عن اللعب بالثنائي الهجومي ماركوس ليوناردو وألكسندر ميتروفيتش، في الوقت الذي كان يمكن الاستعانة بلاعب وسط آخر يمكنه، أن يساعد في ربط الخطوط، والقيام بالزيادة الهجومية في وقت واحد.
ضمن الأسباب التي تعرض لها جيسوس للهجوم مؤخرًا هو إصراره على استخدام بعض اللاعبين في مراكز غير مناسبة رغم وجود متخصصين في هذه المراكز، واعتمد بشكل مفرط على مجموعة محدودة من اللاعبين دون إعطاء فرص كافية للبدلاء، وهو ما تسبب في إرهاق اللاعبين الأساسيين ما أدى إلى تراجع أدائهم وإصابتهم في فترات حاسمة.
فقدان الثقة
تصاعدت حدة الأزمات مع جيسوس بعد الأنباء القوية عن مفاوضات بين جيسوس واتحاد الكرة البرازيلي، لتدريب راقصي السامبا، خلفا للمدرب المقال دوريفال جونيور.
وزرعت هذه الأنباء بذور الشك في نفوس جماهير الهلال والإدارة، واعتبرته أنه بدأ في التخبط الفني مع الهلال بسبب إقالته من جانب الزعيم، وظهر ذلك بسبب عدم تركيزه على الفريق في الفترة الحاسمة من الموسم.
الوداع الآسيوي
كانت بطولة دوري أبطال آسيا بمثابة الحلم الذي كان ينتظره جماهير الهلال، ليختتم بها الموسم الجاري، خاصة بعد ابتعاده عن المنافسة في بطولة الدوري السعودي مع الاتحاد.
وما زاد الغضب أن إقصاء الهلال من دوري أبطال آسيا للنخبة، جاء على يد غريمه المحلي الأهلي 1-3 في نصف النهائي.
وللموسم الثاني على التوالي ودع الهلال مسابقة دوري أبطال آسيا للنخبة من الدور نصف النهائي، مفوتاً على نفسه فرصة العودة إلى المباراة النهائية للمسابقة التي كسبها أربع مرات أعوام 1991 و2000 و2019 و2021.
وزاد هذا الإقصاء من معاناة الهلال هذا الموسم، إذ ودع أيضاً بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، كما تراجعت حظوظه في الاحتفاظ بلقب الدوري.
الاستعداد للمونديال
مع تكليف محمد الشلهوب لقيادة الهلال مؤقتا، فيما تبقى من منافسات الدوري السعودي للمحترفين، تواجه إدارة الزعيم تحديات جسيمة في الفترة المقبلة وهي البحث عن مدرب قادر على قيادة الفريق في كأس العالم للأندية 2025.
ويقع الهلال في المجموعة الثامنة في البطولة مع مجموعة قوية على رأسها ريال مدريد إضافة إلى باتشوكا وريد بول سالزبورج.
ويبدأ الهلال مشواره في البطولة بمواجهة ريال مدريد في الـ18 من يونيو/حزيران المقبل، ثم سالزبورج في 22 من ذات الشهر، ويختتم مبارياته أمام باتشوكا في الـ26 من الشهر نفسه.